لبنان: مفاجأة انتخابات طرابلس ترشّح الأحدب في آخر لحظة في وجه مرشحة «المستقبل»

قبل إقفال مهلة تقديم الترشيحات لملء المقعد النيابي السنّي الخامس عن طرابلس الذي شغر بإبطال نيابة الدكتورة ديما جمالي في الانتخابات النيابية الفرعية في 14 نيسان/أبريل، قرّر مرشح جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية (الاحباش) طه ناجي المتحالف مع النائب فيصل كرامي والمحسوب على فريق 8 آذار العزوف عن خوض الانتخابات بسبب عدم تكافؤ فرص المعركة الانتخابية التي تُخاض على اساس النظام الاكثري وذلك بسبب قوة تيار المستقبل من جهة ودعم كل من الرئيس نجيب ميقاتي والوزير محمد الصفدي ترشيح جمالي عن تيار المستقبل اضافة إلى دعم اللواء أشرف ريفي بعد المصالحة بينه وبين رئيس الحكومة سعد الحريري في منزل الرئيس فؤاد السنيورة.

غير أن المفاجأة جاءت من قبل النائب السابق مصباح الأحدب الذي انتظر حتى الساعات الأخيرة على اقفال باب الترشيح ليتقدم بطلب ترشّحه إلى هذه الانتخـابات ما يعـني أن طرابـلس ستكون مع منازلة انتخابية وأن جمالي لن تفوز بسهولة بمقعدها.ويـبدو أن الأحدب الذي تمكّن في انتخابات العام 2000 من اختراق اللوائح في عاصـمة الشمال يراهن هذه المرة على الامر نفسه مستفيداً من الشـكوى المتصاعدة علـى الاوضـاع الاقتـصادية في طرابلس ومن الرغبة في تحديث الـطاقم السياسي، على الرغم من أن ديما جمالي تعتبر عنصراً شبابياً ويُعـوّل علـيها لاحـداث تغيـير في الطـبقة السيـاسية.

وكان الأحدب غاب عن واجهة الاحداث السياسية بعد خسارته في دورة الانتخابات ما قبل الأخيرة ، وهو يعتبر من النخبويين حيث شكّل مع النائب الراحل نسيب لحود حركة التجدد الديمقراطي. وفي ظل عدم ترشح طه ناجي يعتقد الأحدب أن بإمكان حصوله على الاصوات المعارضة لتيار المستقبل. وكان النائب فيصل كرامي الذي عقد مؤتمراً صحافياً إلى جانب طه ناجي في طرابلس أعلن « أننا نشهد عملية سطو سياسي على المقعد السني في طرابلس ، وما حصل هو مسرحية مدبّرة لصالح تيار المستقبل «. ودعا إلى «مقاطعة الانتخابات وعدم الاعتراف بنتائجها ولكي يتنافسوا مع الهواء وطواحينها وأكاذيبها».وقال «المجلس الدستوري إرتكب هرطقة، ونسأل كيف يُعوّل على الفارق في الكسر الذي فازت فيه جمالي ولا يُعوّل عليه لإعلان فوز طه ناجي؟»، مضيفاً «أنها فرصتنا لتظهر لنبيّن امام الرأي العام حجم الاقبال على هذه الانتخابات الذي برأينا سيكون هزيلاً ، ولنقول للمجلس الدستوري إنه أخطأ ولنقول للسياسيين إن الفساد الأول الذي إرتكب في هذه الحكومة هو تزوير قرارات قضائية كبرى وسرقة مقعد نيابي من أصحابه».

وأكد ناجي عدم ترشحه لأنه « لا يمكن للفائز أن ينافس الخاسرين«، وقال « لن نعطيهم اعترافاً بقرار ظالم ، والمانع ليس خوفاً من تجمعهم إنما هي وقفة حرّ فاز ونجح بالحساب وأسقطه أصحاب النفوذ ومن وقّع على هذا القرار الظالم». واضاف «نتفق مع أكثرية الشعب اللبناني أن الديمقراطية في لبنان تقرّرها الاتفاقات الحكومية والصفقات السياسية وتمليها توازنات داخلية».

على خط آخر، يتوجّه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى تونس اليوم مُترئساً الوفد اللبناني إلى القمة العربية في دورتها السنوية العادية، وهو يضمّ إلى جانب وزير الخارجية جبران باسيل، وزيرة الداخلية ريا الحسن، وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب، ووزير الدولة لشؤون المهجرين غسان عطالله. وسينضمّ إليه سفيرا لبنان لدى تونس طوني فرنجية، ولدى مصر والجامعة العربية علي حلبي. وينتظر ان تكون لعون لقاءات مع عدد من الملوك والرؤساء العرب وممثلي المؤسسات الأممية والدولية المشاركة في القمة.

بيروت – «القدس العربي»: